-A +A
ماجد محمد العنزي
كان الاتحاديون على موعد مع التاريخ، وتسطير صفحات المجد بحبر ذهبي لن ينساه أي متابع للكرة السعودية، أقل المتشائمين لم يتوقعوا فوز العميد بلقب بطولة الملك، وتوقعوا خروجه المبكر نظير الفوضى التي أقدمت عليها إدارة الفايز وأعضاء مجلسه في تسريح لاعبين خدموا الفريق والمنتخب لسنوات طويلة، وبطريقة لا ترضاها جماهير الاتحاد نفسها، أثارت غضبهم تجاه من يرأس ناديهم. ونادى البعض بإقالته وإبعاده عن هذا المنصب بحجة عبثه بالكيان الأصفر. لكن النتيجة كانت مغايرة، غير متوقعة، وقامت بإذهال الجميع، بما فيهم الفايز نفسه كما أعتقد، إذ إنه من الصعب أن تجد مديرا فنيا باستطاعته أن يخلق تشكيلة متجانسة بعد اقتلاع عناصر أساسية حساسة طوال مسيرة الفريق بآخر خمس سنوات، لكن مع اتحاد جدة الوضع (غير )!.
كلمة السر لهذا النجاح هي (حيوية الشباب)، وحماسهم المنقطع النظير، ورغباتهم في وضع بصمة أولى متميزة تعكس مستوياتهم على أرض الملعب. وهذا يكفي لخلق الأمجاد وحصد الكؤوس وتحقيق ما عجز عنه الآخرون..

الشباب فريق متمرس، وليس بالخصم السهل لكي يهزم برباعية على أرضه. لكن بإرادة (الشباب) لا يوجد مستحيل، وبحيويتهم كتب فصل من فصول النمور وعلاقتهم مع الذهب.
ولعل السيناريو الذي عاشه الاتحاديون يفتح بابا جديدا لإدارات الأندية في استقطاب اللاعبين الشباب، ومنحهم الفرصة لإبراز مواهبهم، وتصعيد المميزين منهم إلى الفريق الأول والاهتمام بالأكاديميات داخل أروقة النادي. والمهم هو كسر الأرقام الفلكية لعقود اللاعبين بوجود بدلاء شباب على أتم الاستعداد لتعويض نجوم الفريق، وكسر شوكة كبريائهم على الشعار ومحبيه..
فلا يوجد لاعب يعلو فوق الكيان، مهما بزغ نجمه، لأن النادي فوق كل اعتبار. كل الأقاويل السابقة كانت تتكرر على مسامعنا دون تطبيق حقيقي، البيئة خصبة الآن لتطبيقها بشكل احترافي وممنهج، لذلك أستطيع القول إن رعاية الشباب تجارة رابحة، وأسلوب إداري جديد لخفض الصادر من خزينة النادي على عقود اللاعبين المغالى بها.